5
[الجزء الاوّل ]
مقدّمة الطبعة الثانية
وصلّى اللّٰه على محمّدٍ وآلهِ الطاهرين، واللّعنةُ الدائمة المؤبّدة على أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدِّين.
( 1)
لا شكَّ في أنّ (علم الفقه) بقسميه: الأكبر والأصغر، هو أشرفُ العلوم على الإطلاق؛ لأنّ شرفَ العلم - كما قالوا - بشرف موضوعه، ولا موضوع أجلّ وأشرفَ من معرفة اللّٰه تعالى ومعرفة شريعته، وهاتان المعرفتان هما اللّتان تدور عليهما رحى منظومة أبحاث علم الفقه بشقّيه المذكورين.
وبما أنّ (علم الاُصول) هو مفتاح الوصول إلى معارف علم الفقه، فهذا ممّا يوجب أن تكون أهمّيته بمستوى أهميّة ما يُوصِل إليه؛ نظراً لتبعيّة المقدّمة لذيها في الأهميّة كما لا يخفى؛ ولذلك اشتهرَ على ألسنة الأعلام قدّست أسرارهم قولهم: «مَنْ لا أُصولَ له لا فقهَ له» .
وقد تحدّث عن ذلك سلطانُ علم الأُصول المحقّق الخراساني قدس سره فقال: «وعُمدة ما يحتاج إليه هو علم الاُصول، ضرورة أنّه ما مِنْ مسألةٍ إلّاويُحتاج في استنباط حكمها إلى قاعدةٍ أو قواعد بُرهِن عليها في الاُصول، أو بُرهِن عليها مقدّمةً في نفس المسألة الفرعيّة، كما هو طريقة الأخباري» 1.