5
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأزكى الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الغر الميامين، النجباء الأكرمين، ومن والاهم بإحسان الى يوم الدين.
وبعد فإن من نعم الله تعالى على عبده المؤمن ما ورد بيانه في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله الى أبي ذر: يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدٍ خَيْراً فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَزَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا، وَبَصَّرَهُ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ. (الامالي للطوسي ص 531)
وبعد ان وفقني الله تعالى لإنجاز شرح منهاج الصالحين بما يُسَهِّل على عموم المكلفين الاستفادة المرجوة من المسائل العملية، وبما يحقق الغرض الذي من أجله دونت تلك الرسائل، وبعد أن تلمست القبول والاثر من ذلك، ونتيجة لطلبات كثيرة تسأل عن هذا الشرح بعد نفاد ما تمت طباعته في الطبعة الأولى، فقد استأذنت سماحة الأستاذ آية الله العظمى المرجع السيد محمد صادق الحسيني الروحاني حفظه الله تعالى في أن أعيد طباعة هذا الشرح ضمن المجموعة التي كنت قد بدأت بإنجازها ضمن سلسلة فتاوى واستفتاءات سماحته، فبارك ذلك مشكوراً.
وقد أحببت أن أعيد القراءة بتأنٍّ وتدقيق، فالتفتُّ الى وجود بعض الأخطاء الفنية في الطبعة السابقة، وخاصة فيما يرتبط بأرقام بعض الهوامش، مما عملت على تصحيحه، إضافة الى زيادة الهوامش وتوسعة بعض الشروح والتعليقات.
وقد اكتمل انجاز المراجعة والتدقيق بجوار سيد الشهداء أبي الاحرار الحسين بن علي عليهما السلام، في ذكرى ولادة شريكته في المصاب اخته الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين عليها السلام، في الخامس من جمادى الأولى من عام 1435 للهجرة.