8منظومة التشريع، كمسألة بيع الدم.
وإنّ قدرة الفقه الإسلامي على استيعاب هذه المسائل، ومعالجتها معالجة دقيقة من خلال القرآن الكريم والسنّة المطهّرة، لدليل واضح على كون شريعة الإسلام الخالدة هي الشريعة الخاتمة، التي تستطيع من خلال سعة حدود دائرتها القانونيّة أن تستوعب كلّ جديد حادث، لتضعه في موقعه المناسب له في لائحة التشريع.
3
وهذا الكتاب الماثل بين يديك ( فقه المسائل المستحدثة) لأحد أكابر فقهاء العصر، يحكي لك حقيقة ما ذكرناه من أصالة التشريع الإسلامي وشموليّته، كما يحكي في الوقت نفسه عن مدى الإبداع العلمي، وقوّة الفقاهة، ودقّة تطبيق الكبريات على صغرياتها، لدى مؤلّفه المعظّم سماحة سيّدي الاُستاذ الروحاني ( دامت بركات وجوده) .
وقد برزت أهمّية هذا الكتاب الشريف من خلال تعدّد طبعاته، ونفوذ نسخه، واعتماده مرجعاً أساسيّاً لأكثر مَن كتب في فقه المسائل المستحدثة، أو عالجها معالجة درسيّة حوزويّة.
وكان من نِعم اللّٰه - التي لاتحصى علَيَّ: أن شرّفني سماحة مولاي الاُستاذ ( دام ظلّه) بمراجعة هذا الكتاب، وإعداده للطباعة والنشر للمرّة الخامسة؛ نظراً لندرة نسخه، وعدم مناسبة صورته السابقة مع تقنيّة الطباعة الحديثة.
فبذلت جهدي، واستفرغت طاقتي في ترقيم الكتاب، وتخريج الآراء الفقهيّة - المذكورة فيه من خلال مصادرها الأساسيّة، وتطبيق التخريجات الموجودة فيه للروايات الشريفة على مصادر تخريجها،