5
[الجزء الثاني]
المقدمة
الرابعة عشر: AA الغيبة حرام بالأدلّة الأربعة، ويدلّ عليه من الكتاب قوله تعالى: AAA «وَلاٰ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً»1 AA، فجعل المؤمن أخاً، وعِرضه كلحمه، والتفكّه به أكلاً، وعدم شعوره بذلك بمنزلة حالة موته. AAA
حرمة الغيبة
حرمة الغيبة
MM1. MMM الرابعة عشرة: MM الغيبة حرام بالأدلّة الأربعة، ويدلّ عليه من الكتاب قوله تعالى: MMM «وَلاٰ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِ هْتُمُوهُ» 1.
تقريب الاستدلال بهده الآية الشريفة إنّما يكون من وجوه:
الأوّل: MM اشتمالها على النهى عن الاغتياب، وظاهر النهى هو الحرمة. MMM
الثاني: MM إنّ اللّٰه تعالى جعل المؤمن أخاً، لأنَّ المؤمنين إخوة، وشبّه عِرض المؤمن باللّحم لانتقاصه بالتفكّه به، كما أنّ اللّحم ينتقص بالأكل، وشبّه التفكّه به بالأكل، أي شبّه التفكّه بهتك عرضه بأكل الميتة، إمّا لأنّه يأكل الجيف في الآخرة كما في بعض النصوص، أو لتشبيه المغتاب (بالكسر) بالكلاب والسباع كما في بعض النصوص الاُخر.
ولا ريب في أنّ التشبيه إنّما يكون بلحاظ الحكم، وهو الحرمة، ويؤكّده تصدير هذه التشبيهات بالإستفهام الإنكاري، الدالّ على قبح صدور هذا العمل. MMM
وبعبارة اُخرى: MM إنّه يدلّ على أنّه كما يشمأزّ الإنسان عن أكل لحم أخيه الميّت، لابد وأن يشمأزّ عن اغتيابه. MMM
الثالث: MM قوله تعالى MMM «فَكَرِ هْتُمُوهُ» MM فإنّ مفاده أنّه كما تكرهون أكل لحم الأخ، كذلك لابدّ وأن تكرهوا اغتيابه، أيتجتنبوا عنه، ولكن جَعْلُ هذا من تتمّة الوجه الثاني أولىٰ من جعله وجهاً مستقلّاً.
MMM